المناهج التربوية

تكون المناهج التربوية صحيحة وقادرة على دفع تفكير المعلم والمتعلم إلى حركة التطور الواعية، عندما ينتقل تفكير المعلم والمتعلم من الإنتظار إلى التوقع، أي عندما لا يقف المعلم والمتعلم عند حد المعلومات التي استقبلوها، أو تعلموها، ولا تقف قدراتهم واستعداداتهم عند حد الاستيعاب، بل تنطلق إلى طلب المزيد، لأن التفكير العلمي التربوي يربط العلاقات بين المتغيرات ويتوقع معلومات أخرى قد تقع في ضوء ما قدم له من معلومات.

وفي مثل هذه الحالات قد يتحقق الهدف أو لا يتحقق، وفي كلتا الحالتين، إنه يتطلع لمستقبل آخر، كيف يمكن أن يفكر ويكون دائماً في سباق مع الآخرين الذين يشاركونه إلى أبعد مما تعلم، وتستمر الفروق بين العاملين في الحقل التربوي وبين بعضهم البعض، وبين المتعلمين وبين بعضهم البعض، كلّ حسب وعيه وإدراكه وانتباهه وتطلع آفاقه.

وتحدث المساواة بأن كلا منهم تعلم كيف يتعلم حسب قدراته واستعداداته لذلك ينبغي ان تبنى أهداف المناهج التربوية على اغناء شخصية المتعلم بكل ابعادها السيكولوجية القائمة على علاقة التواصل والتفاهم الانساني، وتعتمد على دراسة سيكولوجية تربوية بمبادىء انسانية في المعلم والمتعلم، يتحرر كل منهما من التبعية ولتكون العلاقة بينهما علاقة علم وثقة من خلال المناهج التربوية الحديثة التي تخضع لعملية تطور مستمرة تجعل من المتعلم مستمع جيد للموضوع من المعلم  وفي الوقت نفسه يتمكن المتعلم التحرر من تبعية المعلم.

تعتمد المدرسة في التعليم الابتدائي مبدأ التركيز على العلوم والرياضيات واللغات، وبدءا من المرحلة المتوسطة تعتمد المدرسة المنهاج الرسمي المقرر من وزارة التربية والتعليم في الجمهورية اللبنانية وتلتزم بالكتاب المدرسي الصادر عن مركز البحوث والإنماء، مؤمنة بأن الكتاب وحده لا يستطيع أن يبني العلم والمعرفة من دون الأستاذ المتقن لمنهجه والعالم بطريقة تدريسه للمادة.